الرسالة 4: فتوى شرعية في نتائج الصراع بين فتح وحماس ،بند 3:الفتوى بإستباحة البيوت وتدميرها وترويع أهلها
غزة -فلسطين برس/
فتوى في نتائج الصراع والاقتتال الدائر بين فتـح وحمـاس وما تبعه من خروج – بغي / إنقلاب – على الأمة وحاكمها :
للشيخ / محمد بن سلمان بن حسين أبو جامع .
الرسالة الرابعة : الفتوى الشرعية في ما تضمنته من نتائج الصراع والاقتتال الدائر بين فتح وحماس؛ وبغي حماس على الأمة وإمامها ؛ وإليك بنودها وهى أربعة :
البند الثالث : الفتوى في استباحة البيوت وتدميرها وترويع أهلها :
إن استباحة بيوت المسلمين تلك الاستباحة التي استباحها بعض المنتمين للدين
والجلدة والوطن وقد حصنها الله تعالى بما ذكره في كتابه وعلى لسان رسوله
وما قُعِدَت قواعد الشرع الحنيف إلا لتكون سياجا تحمى به النفوس وتحفظ به
البيوت وتحرس به الأموال وتصان به الأعراض والمصالح ليشير إشارة واضحة إلى
مدى مخالفة أولئك المستبيحين في غزة وكل بلاد المسلمين الخارجين على الأمة
وحكامها لبيوت المسلمين التي جعلها الله تعالى في حرزه هي وأصحابها فمن
فعل تلك الاستباحة فإنما اعتدى على حرز الله الذي صانه بما بينه سبحانه
كما يلي :
1- لقد أمر سبحانه بإتيان البيوت من أبوابها وليس من ظهورها فقال تعالى :" ...
وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ
الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (البقرة:189) .
2- لقد أمر سبحانه بعدم دخول بيوت الآخرين إلا بعد الاستئذان فقال تعالى :" يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ
حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ
لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً
فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا
فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ" (النور:28،27) .
3- قد بين الله سبحانه حقوق الجار فقال :" وَاعْبُدُوا
اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي
الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ ... " (النساء:36) ، بل بين أن
من وصية جبريل له الجار فقال :" لا زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه
سيورثه " أخرجه / أحمد والحميدي والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن
ماجة والبيهقي .
4- لقد بين المصلحة الشرعية من الاستئذان إذ فيه حفظ الحرمات وعدم
الإطلاع عليها فقال :" إنما جعل الاستئذان من أجل البصر " أخرجه / أحمد
والحميدي والبخاري والترمذي وعند البيهقي الحديث :" ... من أجل النظر" .
5- لقد أعطى الحق لمن نُظر في بيته من المسلمين بغير إذنه أن يفقأ عين الناظر فقال :" من اطلع على قومٍ في بيتهم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقئوا عينه " أخرجه / أحمد ومسلم والبيهقي بلفظٍ قريب منه .
6- قد بين عظم حرمة زوجة الجار وإثم مزاناتها لما سئل أي الذنب أعظم فقال:"... أن تزاني حليلة جارك" أخرجه / أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، بل جاء عند أحمد أن رسول الله قال :" لئن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر من أن يزني بامرأة جاره ... " .
7- قد بين أن إكرام الجار من الإيمان فقال :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ... "
أخرجه / البخاري ومسلم وعند مالك والدارمي وأحمد الحديث :" ... فليكرم
جاره ..." ، وهناك حرمات كثيرة للمسلمين أمر الشارع بصيانتها وعدم مساسها
بالسوء .
فكيف إذن يجرؤ من يجرؤ على استباحة بيوت المسلمين تخريباً وتدميرا بجميع
أنواع السلاح والمتفجرات ويطلق على تلك البيوت المستباحة والحواري والأزقة
التي فيها "أنها كغزوة مؤتة الصغرى" وأمثلته في قطاع غزة كثيرة ؛ كما حدث
لعائلة حلس ودغمش وبكر وغيرها في غزة ، وعائلة كوارع وبربخ والمصري في خان
يونس وغيرها كثير ، وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يؤاخذ أحدا بجريرة غيره حيث
يقول تعالى :" وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " (الأنعام :164) ، بل إن رسول الله قال:" لا يحل لمسلم أن يروع مسلما "
أخرجه / أبو داود ، وقد ذكر العلماء أن مناسبة الحديث متعددة فمرة ذكروا
إخفاء بعض الصحابة لنعلي أحدهم كما أخرجه / الطبراني وابن السكن وهو كذلك
عند البزار والطبراني وأبي الشيخ الحديث ، وفيه :"... لا تروع المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم"
، ومرة ذكروا أن بعض الصحابة قيدوا أحدهم بالحبال وهو نائم كما أخرجه /
أبو داود ، وفيه ما تقدم من الحديث الآنف ، وثالثة أخذهم سهما من كنانة
صاحبهم وهو نائم أيضا كما أخرجه / الطبراني ، وفيه مثل حديث أبي داود
الآنف باختلاف يسير، وأيما كان سبب الحديث فإن إفزاع المؤمن وإرهابه
وإرعابه لا يحل بأي وجه من الوجوه وإذا كانت مناسبة الحديث بإخفاء نعلي
الصحابي أو تقيده بالحبال أو أخذهم لسهم من كنانته ليظن أن قد سرق ، فكيف
بمن يروع المسلم وفي رواية "المؤمن" كما في رواية أبي داود وغيره الصحيحة
باقتحام بيته عليه -ليلا أو نهارا- وهم مدججون بالوسائل القتالية المختلفة
في وقت العورة أو غيره وبغير استئذان وربما يكون في البيت من النساء
والأطفال والمسنين وأصحاب العاهات والمرضى ... إلخ ولقد كان من الأدب
الرفيع الذي تأدب به أصحاب النبي أن جاء عن علي أنه قال يوم الجمل :" لا
تتبعوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولا تقتلوا أسيراً وإياكم والنساء وإن
شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم فلقد رأيتنا في الجاهلية وإن الرجل يتناول
المرأة بالجريدة - جريدة النخل - أو الهراوة - عصاً - فيعير بها هو وعقبه
من بعده ". أخرجه / عبد الرزاق وابن أبي شيبة وصححه ونسبه ابن حجر
إلى الشافعي ، فما بالك بمن ضربوا النساء بالهروات وأعقاب البنادق
وبأرجلهم وما يلبسون عليها من أحذية العسكر ناهيك عن الألفاظ النابية التي
يتفوهون لهن بها، وإذا كان رسول الله قد قال :" من اطلع في بيت قوم بغير
إذنهم ففقئوا عينه فلا دية له ولا قصاص" أخرجه / أحمد والنسائي وعند أبي
داود الحديث :"... فقد هدرت عينه " ، وفي حديثه أيضا في مجرد الإشارة
بالحديدة من التغليظ ما فيه كما في قوله :"ومن أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه وإن كان أخاه لأمه وأبيه"
أخرجه/ مسلم وقريبا منه عند البخاري ومسلم ، وقد قال أهل العلم بيانا لما
جاء في هذا الحديث في إشارة بالحديدة أن تكون على وجه الترويع والتخويف
والتعرض له بما يؤذيه وأحاديث الترويع للمسلم والمؤمن عند أبي داود
والطبراني بأكثر من رواية والبزار وأبي الشيخ كذلك ، فكيف بمن فعل ما تقدم
من تخويف الناس وترويعهم وإذهاب أمنهم ؟! فإن قتله أهل ذلك البيت لا دية
له ولا قصاص . ومن عظم الأمر فإن رسول الله قال :" من ضيق منزلا أو قطع طريقا أو آذى مؤمنا فلا جهاد له"
أخرجه/ أحمد وأشار إليه العلماء بالصحة وأبو داود والطحاوي ، فانتبه يا من
تدعي الجهاد أن يبطل الله عملك بما عثت فيما يخص المسلمين فسادا ، وانظر
إلى هذه الصورة العظيمة لعلي لما جرحه ابن ملجم خيبه الله وألقى الصحابة
عليه القبض فقال علي :" اطعموه واسقوه واحبسوه فإن عشت فأنا ولي دمه ، اعف
إن شئت وإن شئت استقدت ".أخرجه/الشيرازي والخطيب الشربيني.
....
الرئيسية
موضوع: الرسالة 4: فتوى شرعية في نتائج الصراع بين فتح وحماس ، 
