-إدارة الوقت من منظور إسلامي
الوقت من أصول و أهم النعم أللتي أنعم الله بها علينا.
و لأهمية الوقت في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ورد ذكره عدة مرات
فقد أقسم الله بالوقت قال تعالى ﴿وَالَّليْلِ إِذَا يَغْشَى وَ النَّهَارِ إِذَا تَّجْلَّى﴾
و قال أيضاً ﴿وَاَلعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾,
أورد الجريسي قولاً للعلامة يوسف القرضاوي أنه من المعروف
لدى المفسرين, أن الله إذا أقسم بشيء من خلقه, فذلك ليلفت
أنظارهم إليه و ينبههم على جليل منفعته(31).
و يقول المصطفى عليه الصلاة و السلام
(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ),
يقول الجريسي "فمن صح بدنه و تفرّغ من الأشغال الشاقة
و لم يسعى لاستثمار هذه الصحة و الفراغ لتحقيق
أهدافه أللتي تعينه على الدنيا و الآخرة و تـرقى به إلى مدارج
الفائزين فهو كالمغبون تماماً"(63). هاتان النعمتان من
أعظم نعم الله على عباده أورد رسولنا عليه الصلاة و السلام
تقسيماً رائعاً للوقت حيث يقول مما رواه عن صحف إبراهيم عليه السلام
(على العاقل –ما لم يكن مغلوباً على أمره-أن تكون له ساعات
, ساعة يناجي فيها ربه, و ساعة يحاسب فيها نفسه
, و ساعة يتفكر فيها في صنع الله, و ساعة يخلو فيها لحاجته
من المطعم و المشرب), أليس هذا هو تنظيم الوقت الذي
يتشدق به علماء الإدارة اليوم. ذكر الجريسي أنه في حثه
عليه الصلاة و السلام على تنظيم الوقت و عدم إضاعته يقول
: في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله لرجل وهو يعظه
(اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك
وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك)
فقد لخص النبي في هذه الكلمات الموجزة البليغة ما تناوله
الباحثون في علم الإدارة في كتب عدة فهو من جوامع
الكلم إذ تحدث عن أهمية الوقت والمبادرة إلى استثماره
واغتنام قوة الشباب وفرص الفراغ في العمل الصالح المثمر
وحذر من خمس معوقات لاستثمار الأوقات كل ذلك في
عبارات وجيزة لا تبلغ العشرين كلمة(39).
و أورد الجريسي أيضاً في معرضه لقصة يوسف عليه السلام
مع عزيز مصر و تأويل رؤياه, من أن ما فعله يوسف
في تفسيره لرؤية الملك هو وضع خطة زمنية بإلهام
من الله عز وجل لكسب الوقت في سنوات الرخاء بمضاعفة
الإنتاج و تخزينه بأسلوب علمي للاستفادة منه في سنوات الجدب
(76). أما تحديد الأهداف فيقول الله عز وجل
﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدى أمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيِمٍ ﴾
فهنا تبرز أهمية تحديد الهدف(الجريسي78).
و
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فقد أشار إليها القرآن
كما وضّح الجريسي
قال الله تعالى﴿وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ﴾
, أي ليكون كلٌ مسخر لخدمة الآخر في ما يخصه(80)
.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] قد مارس التفويض حينما
أرسل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إلى اليمن داعياً و
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] قائداً في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و الكثير من المهام اللتي كان عليه الصلاة و السلام يوكل
إلى صحابته أدائها. يقول الدكتور الخضيري في كتابه الرائع "لكم يدهشني
ما وصل إليه حال المدير العربي رغم زخم رصيده من الأحداث اللتي مرّ بها
, و من العبر و الحقائق المستمدة من التجارب الممتدة
و رغم الحِكم و خلاصات التجارب و تحريض القيم الحميدة
اللتي تركها له التراث العربي و الإسلامي الهائل
و الذي يجد الباحث فيه مصدراً خصباً لتعاليم إدارة الوقت,
من ذلك نصاً من كتاب طاهر بن الحسين لابنه عبدالله عندما
ولاّه المأمون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (و افرغ من يومك و لا تؤخره لغدك, و أكثر مباشرته بنفسك, فإن لغد أموراً و حوادث تنهيك عن عمل يومك الذي أخرّت, و أعلم أن اليوم الذي مضى ذهب
بما فيه, فإذا أخرّت عمله أجتمع عليك عمل يومين,
و إذا أمضيت لكل يوم عمله أرحت بذلك نفسك,
و جمعت أمر سلطانك