قصة الملك و المرأة الصالحة

قصة الملك و المرأة الصالحة
ذكر بعض أهل التواريخ أن ملكا من الملوك خرج يدور في ملكه,فوصل إلى قرية عظيمة فدخلها منفردا,فأخذه العطش فوقف بباب دار من دور القرية و طلب ماء فخرجت إليه امرأة جميلة بكوز ماء و ناولته إياه,فلما نظر إليها افتتن بها,فراودها عن نفسها,وكانت المرأة عارفة به فعلمت أنها لا تقدر على الامتناع منه فدخلت و أخرجت له كتابا,وقالت له انظر في هذا الكتاب حتى أصلح من أمري ما تحب و أعود فأخذ الملك الكتاب و نظر فيه و إذا فيه الزجر عن الزنى و ما اعد الله تعالى لفاعله من العذاب الأليم,فاقشعر جلده و نوى التوبة و صاح بالمرأة و أعطاها الكتاب و مر ذاهبا,وكان زوج المرأة غائبا فلما حضر أخبرته الخبر فتحيَر في نفسه,وخاف أن يكون قد وقع غرض الملك فيها فلم يتجاسر على وطئها بعد ذلك و مكث على ذلك مدَة فأعلمت المرأة أقاربها بحالها مع زوجها فرفعوه الى الملك,فلما مثل بين يدي الملك,قال أقارب المرأة/أعز الله مولانا الملك,إن هذا الرجل قد إستأجر منَا أرضا للزراعه فزرعها مدَة ثم عطلها فلا هو يزرعها و هو يتركها لنؤجَرها لمن هو يزرعها و قد حصل الضرر للأرض و نخاف فسادها بسبب التعطيل لأن الارض إذا لم تزرع فسدت ,فقال الملك لزوج المرأة ما يمنعك من زرع أرضك؟فقال أعز الله مولانا الملك إنه قد بلغني أن الأسد قد دخل أرضي و قد هبته و لم أقدر على الدُنوَ منه لعلمي أنه لا طاقة لي بالأسد,ففهم الملك القصَة فقال/يا هذا إنَ أرضك طيًبة صالحة للزراعة فازرعها بارك الله لك فيها فإن الأسد لن يعود إليها,ثم أمر له و لزوجته بصلة حسنة و صرفهما .
المصدر
قصص مختارة
اعداد
عمار بن خميسي
دار ابن حزم